Take a photo of a barcode or cover
تتشابه الأرواح، حتى تتشابه الملامح والصور.
عنايات هي إيمان، في بحث كل منهما في حياة آخر، عنايات في البحث عن كايمر، وإيمان في مطاردة ظل عنايات اللذي - للمفاجئة - يسكنها رغم طول الوقت وبعد المسافة.
عنايات هي إيمان، في بحث كل منهما في حياة آخر، عنايات في البحث عن كايمر، وإيمان في مطاردة ظل عنايات اللذي - للمفاجئة - يسكنها رغم طول الوقت وبعد المسافة.
mysterious
reflective
Iman Mersal comes to process the draw to writing a biography as a reflection of personal experience. Rather than a chronological telling of Enayat’s life as hoped to reveal, Mersal documents a path to acknowledgement and acceptance that Enayat’s story can’t be filled by her desire to uncover.
The intrigue to archive Enayat’s life leads a journey that may seem unfulfilled, but the end felt like a poignant way to conclude that some mysteries are left for eternal wondering.
Enayat’s life story cannot be formed and her reasoning for death cannot be understood.
My takeaway was, “was it ever meant to be?”
That mystery, which sparked Mersal’s compel to understand, may be noticed in suicide as an act for any. One that brings questioning, guilt and reckoning for those that are part of one’s life, after their life is over.
It may be ironic that despite my agreement with Mersal’s understanding, I still have questions. But these aren’t to be answered, rather for us as peers and readers to reflect and process on our own.
As peers to deceased, are we owed an explanation?
As an audience of readers, do we assume an explanation because she was a writer?
Did she want to leave a mirror for consideration from the peers in her life?
Did her family and friends moving on cement her erasure as a person and as a writer?
Did the writers that she respected, posthumously publishing and admiring her, assume influence to her death?
Would she have left a note if she wanted a final testament to her life; for someone to finally read a piece of her work and understand the gravity of her emotions, or acknowledge the ultimate power of her words?
Was her novel Love and Silence, a fictionalized testament to these emotions? Were the various endings seeds of her own hope and the novel a hopeful passage to her dreams of freedom once published? Did she internalize the rejection of being published as a rejection to a happy ending for her life?
I’m curious how Mersal would say she ultimately benefited from her research, if it brought anything else into question for her future writing, or how her conclusion (if at all) brought on any reflection for how she navigated the research (who she engaged with and how she engaged with them, what she expected from them and any frustrations).
"أفكار حول كتاب في أثر عنايات الزيات"
١-كيف يمكن أن يعيد الايمان بفكرة جديدة تشكيل وعيك وذكرياتك حتى تلك الأشد عمقًا وتأثيرًا ؛ ككره نجلاء في رواية الحب والصمت لأخيها المدلل على حد وصفها بعدما استعارت تفكير حبيبها السياسي بعد أن بكت عليه الدموع.
٢-مؤمن أن نظرة الناس للحياة ليست كبعض : البعض يرى تلك الحديقة إزعاجا للرأس تستحق التقليم والبعض يراها جنة مصغرة.
٣-أحزن ما في قصة عنايات هل هو رفض روايتها أم قصة طلاقها ، أم تيهها في الحياة؛ أرى أن أحزن ما فيها والذي كتبت جوابها إليه هو هي قصة عباس ابنها ، قد تتحمل أي سوء في العالم إلا إنكار الابن اللي حملته هذا إيذاء مطلق.
٤- ❞ جلستُ أشرب النعناع وأتأمل صفحة النيل التي يُعكّرها الضجيج. بدأ عقلي يقفز بين أشياء لا رابط ❝
٥- تعامل الأسر مع الانتحار ثابت رغم اختلاف الطبقات فهو يُنظر إليه كعار ينبغي عدم الإشارة إليه، رغم أن عنايات كانت من طبقة ثرية.
٦- سعدت بمعرفة قصة تسمية ميدان المساحة لأني من محبي حي الدقي.
٧- "كأنني أمشي وعيناي موجهتان للداخل".
٨-ضايقني بعض الشئ توغل الكاتبة في تفاصيل الرواية ، أتذكر تعليقاً لطيفًا للعراب حول أنه ينبغي للكاتب أن يتوارى تماماً بعد صفحة المقدمة.
وجدت استطرادات لا داعي لها عن حياة الكاتبة نفسها قد تكون كتبتها لتبني رابطا شعوريا حول ظروف إنشاء الكتاب لكن حياتها الشخصية لا تعنييني بأي شئ إلا لو أردت كتابا بعنوان في أثر إيمان مرسال، شعرت أنني أني مقحم وسط تفاصيل لا أود معرفتها.
تعديل : عند النظر للكتاب أنه رحلة للتعرف على شخص وليس مجرد تأريخ أو سيرة ذاتية له فالأمر مختلف يعتمد هذا على ما تتوقعه من الكتاب والكاتب.
٩-أما عن الاستطرادات التي أعجبتني فهي تذكرني بمقولة السر في الرحلة
فنجدنا نلقي نظرة سريعة على أحوال الطب النفسي في مصر وتاريخه وإنشاء مستشفى العباسية للأمراض العقلية وأول مصحة نفسية خاصة ، والمدرسة الألمانية وغيره.
اعجبني تأريخ الفترة وتأصيل كل جزء من أحجية عنايات الزيات فتجد نفسك قد عشت تجربة زمنية كاملة ويذكرني هذا بعض الشئ بصلاح عيسى في أفيون وبنادق ورجال ريا وسكينة.
١٠- قصة عالم المصريات الألماني الذي غير جنسيته إلى المصري وفشلت في حفظ اسمه قصة مثيرة وأول مرة أسمع عنها.
١١- من مزايا القراءة على رأي أحد الأصدقاء أنها تقوم بإحماء العقل sharp your mind لذا أعحبتني ملاحظة صغيرة عن اسم دواء مساعد على النوم اسمه فيرونال واسمه مشتق من هدوء مدينة فيرونا الإيطالية مما دفعني للتفكير في اتجاهين
أولاً: البحث عن تلك المدينة.
ثانياً: التسمية بحد ذاتها وأنني أحب الاسماء ذات المعنى أو الدلالة أكثر من الأسماء المباشرة الواضحة.
هذا يضفي بعض الشاعرية مثل وتر اخيليس.
تخيل هذا أجمل أم لو تم تسميته وتر الكعب الصاعد المخروطي مثلاً؟
١٢- أعجبني السعي الحثيث الذي يستغرق سنوات من الكاتبة مع السعي والبحث في المقابر والأرشيفات والانترنت والتواصل مع الكثير ، في حين تقرأه انت في جلسة هانئة على سريرك أو في مكتبة.
١٣- ❞ يتحول الكاتب الذي لا يستطيع أن يتواصل مع الآخرين، إلى بطل مسرحي تراجيدي. يتضخم في عزلته إحساسه الوهميّ بالظلم أو بالعظمة أو بانعدام معنى وجوده ، ينتهي به الأمر في منصب ثقافيّ، أو يصبح متصوّفًا، أو حقودًا، أو عصاميًّا متعاليًا مشغولاً بصورته كعصاميّ نزيه، أو مؤيدًا لسُلطة من القتلة. أو يعود إلى عائلته التي لم يصدق أبدًا أن يعود إليها ،أو ينتهي به الأمر بطلاً.. بطلاً يرفض كل هذه الطرق فيتخلص من حياته. ربما أن هذا ما حدث؛ حاربتْ عنايات من أجل فرديتها وانتظرت مكافأة النصر من الدار القوميّة للنشر،من نفس المجتمع الذي حاربتْ ضده كان الطلاق مكافأة، وكتابة الرواية مكافأة، والعمل في مركز الآثار الألمانيّ مكافأة لكن خسران قضية الحضانة هزيمة، ورفض الرواية هزيمة، وانشغال صديقتها عنها هزيمة، والتضحية بالحب من أجل الأمومة هزيمة لا يكون أمام الفرد الحرّ أمام كلّ هذه الهزائم، إلا أن يقفز مرة أخيرة في الفراغ. ❝
لدي نقد عنيف لهذه الجزئية أعتقد أننا كبرنا بما يكفي وأصبح لدينا الوعي بأن الانتحار ليس حلاً ولا شيئاً شاعرياً بالمرة.
١٣- الهجوم على أنيس منصور الذى ادعى وتاجر بقضية عنايات الزيات كجزء من حكيه اليومي وهراءه المعتاد ثم ادعاء صداقتها بعد ذلك وهو مالم يثبته أي أرشيف ولم ينشر لها شئ ، شفى صدري بعض الشئ جميل أن يكون التاريخ منصفاً أحياناً ، ووصفته معتبرًا نفسه كاهن الأدب تعبير رائع.
١٤- ❞ تتبع أثر شخص يختلف عن كتابة قصة حياة هذا الشخص تتبع الأثر لا يعني ملءَ كل الفجوات، ولا يعني البحث عن كل الحقيقة من أجل توثيقها إنه رحلة تجاه شخص لا يستطيع الكلام عن نفسه، حوار معه، ولا يمكن إلا أن يكون من طرف واحد ❝
١٥- لدي تعليق على جزئية تأويل قص الشعر كتعبير عن التحكم بالذات و القوة أشعر أنه تم تحميل الأمر أكثر مما ينبغي
يعني قد يكون رمزا البدايات الجديدة
أو للتغيير الذي يبدأ من المظهر
لكن تحويله لرمز القوة والتحكم ومحاولة جعله شاعرياً أشعر أنه جانب الصواب.
١٦- تقسيمة السير الذاتية:
١-الآباء المؤسسين والسياسين والحركات.
٢-الشخصيات المبدعة في حقلها كالكتاب والفلاسفة والموسيقيين.
٣-الروحيين.
١٧-الكتاب يحمل فكرة بسيطة تشعر في ثناياها بعض الاحتفاء بالانتحار أو جعله عملا شاعريا لا يخلو من بطولة ، لم يرد هذا بكثرة بالطبع لكن شعرت به حاضرًا.
Merged review:
"أفكار حول كتاب في أثر عنايات الزيات"
١-كيف يمكن أن يعيد الايمان بفكرة جديدة تشكيل وعيك وذكرياتك حتى تلك الأشد عمقًا وتأثيرًا ؛ ككره نجلاء في رواية الحب والصمت لأخيها المدلل على حد وصفها بعدما استعارت تفكير حبيبها السياسي بعد أن بكت عليه الدموع.
٢-مؤمن أن نظرة الناس للحياة ليست كبعض : البعض يرى تلك الحديقة إزعاجا للرأس تستحق التقليم والبعض يراها جنة مصغرة.
٣-أحزن ما في قصة عنايات هل هو رفض روايتها أم قصة طلاقها ، أم تيهها في الحياة؛ أرى أن أحزن ما فيها والذي كتبت جوابها إليه هو هي قصة عباس ابنها ، قد تتحمل أي سوء في العالم إلا إنكار الابن اللي حملته هذا إيذاء مطلق.
٤- ❞ جلستُ أشرب النعناع وأتأمل صفحة النيل التي يُعكّرها الضجيج. بدأ عقلي يقفز بين أشياء لا رابط ❝
٥- تعامل الأسر مع الانتحار ثابت رغم اختلاف الطبقات فهو يُنظر إليه كعار ينبغي عدم الإشارة إليه، رغم أن عنايات كانت من طبقة ثرية.
٦- سعدت بمعرفة قصة تسمية ميدان المساحة لأني من محبي حي الدقي.
٧- "كأنني أمشي وعيناي موجهتان للداخل".
٨-ضايقني بعض الشئ توغل الكاتبة في تفاصيل الرواية ، أتذكر تعليقاً لطيفًا للعراب حول أنه ينبغي للكاتب أن يتوارى تماماً بعد صفحة المقدمة.
وجدت استطرادات لا داعي لها عن حياة الكاتبة نفسها قد تكون كتبتها لتبني رابطا شعوريا حول ظروف إنشاء الكتاب لكن حياتها الشخصية لا تعنييني بأي شئ إلا لو أردت كتابا بعنوان في أثر إيمان مرسال، شعرت أنني أني مقحم وسط تفاصيل لا أود معرفتها.
تعديل : عند النظر للكتاب أنه رحلة للتعرف على شخص وليس مجرد تأريخ أو سيرة ذاتية له فالأمر مختلف يعتمد هذا على ما تتوقعه من الكتاب والكاتب.
٩-أما عن الاستطرادات التي أعجبتني فهي تذكرني بمقولة السر في الرحلة
فنجدنا نلقي نظرة سريعة على أحوال الطب النفسي في مصر وتاريخه وإنشاء مستشفى العباسية للأمراض العقلية وأول مصحة نفسية خاصة ، والمدرسة الألمانية وغيره.
اعجبني تأريخ الفترة وتأصيل كل جزء من أحجية عنايات الزيات فتجد نفسك قد عشت تجربة زمنية كاملة ويذكرني هذا بعض الشئ بصلاح عيسى في أفيون وبنادق ورجال ريا وسكينة.
١٠- قصة عالم المصريات الألماني الذي غير جنسيته إلى المصري وفشلت في حفظ اسمه قصة مثيرة وأول مرة أسمع عنها.
١١- من مزايا القراءة على رأي أحد الأصدقاء أنها تقوم بإحماء العقل sharp your mind لذا أعحبتني ملاحظة صغيرة عن اسم دواء مساعد على النوم اسمه فيرونال واسمه مشتق من هدوء مدينة فيرونا الإيطالية مما دفعني للتفكير في اتجاهين
أولاً: البحث عن تلك المدينة.
ثانياً: التسمية بحد ذاتها وأنني أحب الاسماء ذات المعنى أو الدلالة أكثر من الأسماء المباشرة الواضحة.
هذا يضفي بعض الشاعرية مثل وتر اخيليس.
تخيل هذا أجمل أم لو تم تسميته وتر الكعب الصاعد المخروطي مثلاً؟
١٢- أعجبني السعي الحثيث الذي يستغرق سنوات من الكاتبة مع السعي والبحث في المقابر والأرشيفات والانترنت والتواصل مع الكثير ، في حين تقرأه انت في جلسة هانئة على سريرك أو في مكتبة.
١٣- ❞ يتحول الكاتب الذي لا يستطيع أن يتواصل مع الآخرين، إلى بطل مسرحي تراجيدي. يتضخم في عزلته إحساسه الوهميّ بالظلم أو بالعظمة أو بانعدام معنى وجوده ، ينتهي به الأمر في منصب ثقافيّ، أو يصبح متصوّفًا، أو حقودًا، أو عصاميًّا متعاليًا مشغولاً بصورته كعصاميّ نزيه، أو مؤيدًا لسُلطة من القتلة. أو يعود إلى عائلته التي لم يصدق أبدًا أن يعود إليها ،أو ينتهي به الأمر بطلاً.. بطلاً يرفض كل هذه الطرق فيتخلص من حياته. ربما أن هذا ما حدث؛ حاربتْ عنايات من أجل فرديتها وانتظرت مكافأة النصر من الدار القوميّة للنشر،من نفس المجتمع الذي حاربتْ ضده كان الطلاق مكافأة، وكتابة الرواية مكافأة، والعمل في مركز الآثار الألمانيّ مكافأة لكن خسران قضية الحضانة هزيمة، ورفض الرواية هزيمة، وانشغال صديقتها عنها هزيمة، والتضحية بالحب من أجل الأمومة هزيمة لا يكون أمام الفرد الحرّ أمام كلّ هذه الهزائم، إلا أن يقفز مرة أخيرة في الفراغ. ❝
لدي نقد عنيف لهذه الجزئية أعتقد أننا كبرنا بما يكفي وأصبح لدينا الوعي بأن الانتحار ليس حلاً ولا شيئاً شاعرياً بالمرة.
١٣- الهجوم على أنيس منصور الذى ادعى وتاجر بقضية عنايات الزيات كجزء من حكيه اليومي وهراءه المعتاد ثم ادعاء صداقتها بعد ذلك وهو مالم يثبته أي أرشيف ولم ينشر لها شئ ، شفى صدري بعض الشئ جميل أن يكون التاريخ منصفاً أحياناً ، ووصفته معتبرًا نفسه كاهن الأدب تعبير رائع.
١٤- ❞ تتبع أثر شخص يختلف عن كتابة قصة حياة هذا الشخص تتبع الأثر لا يعني ملءَ كل الفجوات، ولا يعني البحث عن كل الحقيقة من أجل توثيقها إنه رحلة تجاه شخص لا يستطيع الكلام عن نفسه، حوار معه، ولا يمكن إلا أن يكون من طرف واحد ❝
١٥- لدي تعليق على جزئية تأويل قص الشعر كتعبير عن التحكم بالذات و القوة أشعر أنه تم تحميل الأمر أكثر مما ينبغي
يعني قد يكون رمزا البدايات الجديدة
أو للتغيير الذي يبدأ من المظهر
لكن تحويله لرمز القوة والتحكم ومحاولة جعله شاعرياً أشعر أنه جانب الصواب.
١٦- تقسيمة السير الذاتية:
١-الآباء المؤسسين والسياسين والحركات.
٢-الشخصيات المبدعة في حقلها كالكتاب والفلاسفة والموسيقيين.
٣-الروحيين.
١٧-الكتاب يحمل فكرة بسيطة تشعر في ثناياها بعض الاحتفاء بالانتحار أو جعله عملا شاعريا لا يخلو من بطولة ، لم يرد هذا بكثرة بالطبع لكن شعرت به حاضرًا.
"تتبع الأثر لا يعني ملء كل الفجوات، ولا يعني البحث عن كل الحقيقة من أجل توثيقها. إنه رحلة تجاه شخص لا يستطيع الكلام عن نفسه، حوار معه، و لا يمكن إلا أن يكون من طرف واحد"
كتاب هائل قادر أن يأخذك في الرحلة بكل تعقيداتها بطريقة في منتهى البساطة.
كتاب هائل قادر أن يأخذك في الرحلة بكل تعقيداتها بطريقة في منتهى البساطة.
"انا لا أعني شيئًا عند أحد .. إذا ضعت أو وُجدتُ سيان. وجودي كعدمي، أنا إن وُجِدتُ أو لم أوجد لن تهتز الدنيا. خُطاي لا تترك أثرًا وكأني أمشي على الماء، ووجودي لا يراه أحدٌ كأنني كائن غير مرئي"
عنايات الزيات
عنايات الزيات
كانت المرة اﻷولى التي أسمع بها في حياتي على اﻹطلاق -وبالتأكيد لست أنا الوحيد- عن الكاتبة الراحلة عنايات الزيات وعن روايتها الوحيدة (الحب والصمت) التي نُشرت بعد وفاتها منتحرة، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي لاحقًا حين أعلنت إيمان مرسال عن كتابها الجديد في أبريل 2018، وطال انتظار القراء لصدور الكتاب قرابة العام ونصف حتى صدر الكتاب أخيرًا، وعقب صدور طبعة جديدة من رواية (الحب والصمت) التي قرأتها هى اﻷخرى فور صدورها.
لا استطيع القول أني أحببت رواية (الحب والصمت) على اﻹطلاق وقت قراءتها، حتى مع وضع السياق الزمني في اعتباراتي خلال القراءة، لم استطع تجاوز مفهوم الرواية العتيق الذي عفا عليه الزمن عن الرومانسية، مع التوقع الشديد لكل شاردة وواردة تجرى طوال اﻷحداث، واللغة واﻷسلوب الكتابي اللذان صارا ابنان لزمانهما أكثر من اللازم.
لكن مع صدور كتاب إيمان مرسال عن عنايات الزيات في نوفمبر بعد كل هذا الانتظار، شيء ما قد تغير في نظرتي لهذه الرواية، صحيح أن هذا التغير لم يحرك ساكنًا في تقييمي لها البتة، لكني بت على إحاطة أكبر بالظروف التي أحاطت بهذه الرواية وقت كتابتها، سواء الظروف الشخصية للكاتبة نفسها، أو ظروف عصرها، وظروف الأوساط الثقافية وقتها.
في قالب يجمع بين الرواية الوثائقية والبحث الاستقصائي وشيء من السيرة الذاتية، حاولت إيمان مرسال في كتابها إعادة تركيب حكاية عنايات الزيات من عشرات الشذرات التي صادفتها في رحلتها، محاولة الوقوف على سبب سقوطها التام من ذاكرة الكتابة اﻷدبية في مصر في العموم، ومن ذاكرة الكتابة اﻷدبية النسائية في الخصوص، خاصة مع كل الجهود التي عملت على توثيقها بكل جدية.
لا تترك إيمان مرسال خيطًا مهما بدا واهيًا وغير ذو صلة بحكاية عنايات إلا وسارت ورائه في سبيل إعادة بناء حكايتها وكتابة سيرتها: شهادات من عاشوا من اﻷصدقاء واﻷقارب وزملاء الدراسة، وعلى رأسهم الفنانة نادية لطفي، ما ذكر عنها في الصحف، الشارع الذي عاشت فيه، مدفنها، شجرة عائلتها، مركز اﻵثار اﻷلماني الذي عملت به، مشروع روايتها الثانية الذي لم ير النور، أوراق قضية الطلاق، المستشفى التي عولجت بها.
نجحت كل هذه الشظايا التي عملت إيمان مرسال لسنوات على جمعها من كل حدب وصوب في وضع الكثير من النقاط على الحروف حول حياتها وحول روايتها الوحيدة التي وضعت عليها جل آمالها لعلها تنقذها من يأسها واكتئابها الشديد خاصة لكونها في مقتبل عمرها وتحمل في قلبها الكثير من اﻵمال العريضة المُحبطة، عنايات في رحلتها القصيرة مع الحياة كانت تحاول البحث جاهدة عن طريقة للتواصل مع الناس، لم يبد عليها أنها كانت تمتلك ناصية التواصل بشكل تام، تتملكها الكثير من النوازع واﻷفكار والمشاغل التي تدور في فلك عقلها مجردة، وتحاول أن تجعلها ملموسة أكثر، فلم تجد وسيلة لذلك سوى الكتابة لتبوح شيء مما يعتمل في نفسها.
شيء أخر ساهم في سقوطها من الذاكرة الجمعية للأدب المصري: لم تكن عنايات مشغولة بقضايا كبرى أو موضوعات اجتماعية كما كان المزاج العام يسعى وقتئذ، كان همها اﻷول هو أن تحكي شيء من حكايتها الشخصية لعلها تجد أذنًا تسمع، وبما أن أية حكاية لا تكتمل إلا بوجود من يستمع إلى الحكاية، كان اليأس هو من ألقى بها إلى حتفها حين رُفضت الرواية.
كتاب إيمان مرسال منحني الكثير من المحبة والتعاطف والتفهم نحو عنايات، نحو فتاة كانت تتلمس سبيلًا للحكي والمناجاة مهما كانت النتيجة النهائية لما كتبته، وتتوق ﻷن تُسمع وتقول "ها أنذا".
emotional
hopeful
informative
reflective
sad
fast-paced
emotional
informative
mysterious
reflective
sad
medium-paced
emotional
informative
reflective