redamahmoud's review against another edition

Go to review page

4.0

لا مفر من الموت. هذه الحقيقة التي يعرفها الجميع ويتجاهلها بالقدر نفسه الجميع. الكل مشغول بالحياة. منذ قرون عديدة والفلاسفة والعلماء – بل وحتى آلهة الإغريق – يحلمون بكأس الحياة ولذة الخلود. هذ الكتاب: "حياتنا وإن طالت!" يطرح العديد من الأسئلة البيولوجية عن هذا الموضوع حيث يسعى العلماء جاهدين لفك لغز الشيخوخة ومحاولة إطالة عمر "شباب" الإنسان أكثر. ويتناول أيضاً العديد من التجارب والاختبارات التي أجريت على الحيوانات والنباتات من أجل محاولة إطالة عمرها، وذكر الكثير من أنواع الحيوانات والنباتات المعمرة منذ آلاف السنين.
فهل هناك مخرج من الشيخوخة والموت؟!
يقول الكاتب جوناثان سيلفر تاون وهذا الكتاب هو لوحة الفسيفساء الخاصة بي، وسأجمع فيه الإجابات التي يقدمها العلم الحديث عن هذه الأسئلة، وغيرها. وقطع الفسيفساء في اللوحة يجمعها إطار هو عبارة عن سلسلة من الألغاز المتصلة، وأحجية طول العمر هي فقط أولى الأحاجي بين هذه الألغاز. ويتطلب حل هذه الألغاز وفرة من الحقائق الغريبة والمثيرة لفضول البحث والمعرفة، ومجادلات بارعة وحُججا مبدعة.
يبدأ الكاتب أولى فصوله المعنون (الموت والخلود والمصير) بتأكيد حقيقة الموت وأن الشباب ينعمون فقط بميزة الغفلة عنه والشعور بأنه بعيد عنّ الآن. ويعرض فقرات متباينة عن عظماء رحلوا دون حتى بعدما تجاوز بعضهم المئة عام مدفونون في دير وستمنستر للعظماء. ويؤكد أن الفيلسوف الإغريقي أرسطو، يعتبر أيضا أول بيولوجي؛ بسبب ملاحظاته المباشرة حول العالم الطبيعي. ولاحظ أرسطو أن النباتات هي الكائنات الأطول عمرا لأنها تستطيع "تجديد نفسها باستمرار، ولهذا تستطيع الحياة زمنا طويلا".
وفي الفصل الثاني المعنون (ساعة رملية لا تتوقف.. طول العمر) أن الحياة ليست هي الوحيدة التي تبدأ بخلية منفردة، لكن حياة كل فرد منا تبدأ بهذه الطريقة أيضا – بخلية وحيدة هي البويضة المخصبة. ويعرض بعض أسباب طول العمر التي من أهمها أن الكائنات متعددة الخلايا يكون لديها وحدة إصلاح، وقوة دفاعية، وبالتالي تكون فرصة إطالة حياتها أقوى. ويذكر كذلك بعض نصائح أناس معمرين: مثل "جان كالمنت" والتي لها قصة مدهشة مع محامي اتفق معها بعدما وصلت لسن التسعين أن يدفع لها مبلغ من المال سنويا مقابل الحصول على منزلها بعد موتها. وظل يدفع هذا المبلغ لمدة 30 سنة، حتى مات قبلها وهو عمره 77 عاما. قالت جان: "احتفظ دائما بقدرتك على الضحك. هذا هو ما أراه سببا في أنني عشت طويلا. وأعتقد أنني سأموت وأنا أضحك."
في الفصل الثالث المعنون (بعد أصياف كثيرة: الشيخوخة) يؤكد الكاتب على فكرة مهمة جدًا ويضرب لها مثلا من الأساطير الإغريقية وهي أنه ليس المهم إطالة الحياة، ولكن أن تعيش بصحة جيدة في هذه المرحلة الأخيرة من عمرك. وهذا الفكرة كانت لب وأساس كتاب "لإن الإنسان فان" والذي أنصح بشدة بقراءته.
تبدأ الشيخوخة / وتنتهي مرحلة أواسط العمر
يوم يكون عدد نسلك / أكثر من عدد أصدقائك
فالشيخوخة هي الفقدان التدريجي للوظائف البيولوجية. والتي وصفها العظيم ويليام شكسبير في مسرحية "كما تحب" قائلًا على لسان الرحالة جاك واصفا المرحلة الأخيرة في حياة الإنسان: " الطفولة الثانية، ثمّ لا شيء سوى النسيان. فقدان الأسنان، فقدان النظر، فقدان التذوق، فقدان كل شيء!" ويتناول الكتاب في الفصل الرابع الوراثة ودورها في الشيخوخة، وتجارب عدد من العلماء في ذلك، والجزء المهم من الجينات المؤثر في وصول المعمرين إلى عمر طويل مع تمتعهم بصحة جيدة، وبعض المصادفات العلمية التي أدت إلى تطورات علمية مرتبطة بالشيخوخة.
والفصل الخامس المعنون (العمر الأخضر.. النبات) انطلق المؤلف في تناول حياة النباتات، والمدد الزمنية لأعمار بعض منها، ومحاولة اكتشاف سر التباين بينها في هذا الشأن. ويخلص إلى نتيجة مفادها أن لدى التطور قدرة على تغيير طول الحياة. ويتناول الفصل السادس موضوع الانتخاب الطبيعي الذي يعد محرك التطور والارتقاء، وكيفية عمل آلية الانتخاب، ونظريات البيولوجيين حول ذلك.
في الفصل الثامن يناقش الكتاب مقولة (عش سريعا تمت صغيرا) ومدى دقتها علميا وسلامتها تطبيقيا، وتبين أن هذه المقولة ومعكوستها: (عش بطيئا، تمت عجوزا) هي قاعدة لا بد أن تعيش بناء عليها كل الكائنات. إن سرعة الحياة ليست لها علاقة كبيرة بمعدل العمليات الحيوية، ولها علاقة كبيرة بمعدل سرعة تعاقب الأجيال. وأن كل وحدة حرارية يحرقها الإنسان في نار الحياة تؤجج حطب جنازته. ولكنه في نهاية الفصل يشير إلى تجربة على حيوان الأبوسوم؛ نوعين منه: أحدهما يعيش حياة مهددة بالافتراس وأخر يعيش في جزيرة خالية من الحيوانات المفترسة ولذلك يعيش مطمئنا. واكتشف أن النوع الذي يعيش على الجزيرة معدل الشيخوخة عنده نصف مثيله على القارة، وأن الحيوان على القارة ينجب مرة واحدة فقط وتنتج عددا كبيرًا، ولكن أبوسوم الجزيرة تنجب مرة ثانية ولا تفقد خصوبتها. وأعتقد أن هذا الفارق يمكن أن ينطبق على الإنسان من وجهي نظري. وهذا ما تنبأ به نظرية الوفاة الطارئة.
ناقش الكاتب في الفصل الأخير موضوع الشباب الدائم وآلياته، والبحث المستمر للوصول إليه، والأحلام الكبيرة المبنية على تحقيقه. ثم قال في ختامه: لقد احتفظت بأغرب مفارقة للنهاية، وهي مفارقة قد تتجادل بشأن اعتبارها الأكثر أهمية من وجهة النظر العملية، وهي: على الرغم من حقيقة أن البشر لم يهزموا الشيخوخة، فقد حدثت زيادة هائلة في معدل طول حياة الإنسان منذ عام 1840، حيث زادت 15 دقيقة لكل ساعة في مدة الحياة على مدى السنوات المئة والسبعين الماضية.
ثمّ حتى نهاية الرحلة يمطرنا الكاتب وكتابه بمزيد من الأسئلة التي لا يوجد لها إجابة قاطعة حتى الآن. لماذا يترك الانتخاب الطبيعي، بعزيمته العمياء المركزة على الصفات التي تدوم وتحتمل، لماذا يترك الكائنات التي استطاعت أن تستمر بنجاح بين أخطار الحياة، لماذا يتركها تنزلق إلى الفناء؟ ربما يرجع الأمر إلى انخفاض ما يقدمه هؤلاء إلى الأجيال القادمة! ويختتم الكاتب فكرته بأن البيئة والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيولوجية لها دور في مدة الحياة.
هذا كتاب يطرح الكثير من الأسئلة والأكثر من الأفكار والإجابات المحتملة والنظريات التي قُدمت حتى الآن بخصوص عمر الإنسان والشيخوخة والطب وما له قيمة في نهاية المطاف. أرشح الكتاب جدًا. أسلوب الكاتب كان علميا خفيفا في كثير من الأحيان وفي البعض الأخر كان أكاديميا بحتا. ولكن كمجمل؛ جاء الأسلوب سلس ومفيد. والترجمة موفقة ورائعة.



wormbot's review against another edition

Go to review page

5.0

الكتاب باختصار هو كما وصفه كاتبه: فسيفساء تلخّص ما نعرفه حتى الآن عن الشيخوخة، مكتوبة بلغة سلسة، متينة وخفيفة على غير المختصّين.
متعة خالصة

ryner's review against another edition

Go to review page

3.0

Is aging inevitable? Why do we age and some other types of life do not (or at least do not appear to)? Why does the rate of aging differ among various animals? Pulling together fascinating data from research both recent and historical, Jonathan Silvertown attempts to answer these and many other questions that have been on the minds of humankind, the only creature conscious of our own mortality.

There is a surprising amount of data out there regarding aging and life spans, and although the bulk of this work is describing research and various studies, it is both well-organized and captivating. However, I kept feeling like it might have been fleshed out more; the entire book is a mere 194 pages, 38 of which are comprised of the appendix and bibliography and notes. My thoughts consistently went to, "Wow, that's so cool. What else can you tell me?"
More...