Scan barcode
A review by moudi
معضلة الأمومة by هالة كمال
dark
emotional
informative
reflective
tense
medium-paced
3.25
❞ تتغذَّى أمومتنا على بنوَّتنا وتعتمدُ في وجودها على أبوَّة شريكنا. يجب أن تكون تلك الأبوَّة ندًّا لهذه الأمومة، ندًّا حقيقيًّا لا مُجرَّد صورة لامعة وجسد مُنتفخ بهرمونات القوامة والتفوُّق الجنسيِّ. ❝
ريم بن رجب
مقدمة
ان موضوع الأمومة موضوع ثقيل لكونه ملتصق بالخاص ( النساء ) و العام ( المجتمع ) ، لهذا لابد أن تناقشه المنظومة الفكرية المهيمنة في أي مجتمع ، ومن ذلك تظهر مسائل كثيرة مرتبطة بأفكار المنظومة الجوهرية و جوهر الأمومة نفسه، فمثلا حين يكون المجتمع ذكوري - ولا يعني هذا أن كل أبناء المجتمع ذكوريين - فإنه يجعل قيمة المرأة في الإنجاب - ويفضل أن يكون الطفل ذكر -، نازعاً عنها خصائصها الإنسانية و الأنثوية الأخرى إلا حين تخدم تصوره إذ كل أنثى أم ، كذلك هناك تصور معين للامومة فأي امرأة لا تعيش أما وفق تلك الأمومة المقدسة تكون اماً ناقصة ، وابرز صفات الأمومة في المجتمع الذكوري هي التضحية .. أن تفقد كل معنى وتصبح كل المعاني لغيرها ، وأخيرا الأبوة .. ترى الذكورية في الابوة دور من أدوار الرجل وتنحصر في الحماية و التمويل إذ ليست الرعاية و التربية من ادواره فمكان الرجل العالم و مكان المرأة البيت .. الرجل عقلاني والمرأة غارقه حتى النخاع في العاطفية فكيف يتصور أن يهتم بطفل .. حتى لو كان طفله! هذه ليست فطرته! .. ومن عجيب الأقوال الدارجة في فشل الطفل سلوكياً أنه تربية حريم! وفي نجاح الطفل يقال جاء من ظهر رجل!
لماذا هذه المسائل كمثال؟ لأنها المسائل الموضوعية المشتركة بين كتاباتهن ، الهدف من حياة المرأة و نموذج الأمومة الوحيد و الأبوة تقابل الأمومة .. تتنوع كتابات الكاتبات في المجموعة كما هو متوقع وتختلف الزوايا لكنهن دائما يشترك في مسائل و يختلف في أخرى.
حسنا .. أيها القارئ العزيز هل تستطيع بعقلك السليم أن تفكر برد على التطرف الذكوري فوق؟ سجل ردودك .. ودعنا نندهش من ردود"هن"
وقبل المراجعة لنعلم أن دار هن للنشر و التوزيع دار ايديولوجية تنتمي إلى التيار النسوي ثالث أو بالأصح المابعد نسوية فهي دار تنادي بالجندرية والتنوع الجنسي! .. لم تعد حقوق مرأة فقط .
قضايا مشتركة
الجواب الايدولوجي نفسه
❞ لا تسعفني اللغة بكلمة عكس الأمومة. المتزوجة يقابلها عزباء، لكن الأم لا تقابلها كلمة سوى عقيم، العقم عيب بيولوجي. واو، العربية ليس بها كلمة تعبر عن المرأة التي تختار ألا تكون أم. ❝
عشرة نساء سيكتبن عن الأمومة .. اعتقدت أنني ساقرأ معركة من الأفكار وزوابع من الآراء حتى اعتقدت أن معضلة الأمومة ستتجسد من خلال اختلافات العشر نساء .. لاصدم بأنهن جميعا متفقات! .. إذن لن نرى المعضلة بل سنقرأ وصفكن لها بالمعضلة! ، قولي هذا لا يعني أن الموضوع مختلق ولا يوجد إشكال في مفهوم الأمومة في العقلية الجمعية بل يعني أننا أمام كتاب منحاز لفكرة معينة لا يوجد من بين العشرة واحدة تختلف مع أخرى!!!
لقد ظننت اني سأجد نقاشاً يكشف عن صدق التنوع النسائي في تجربة الأمومة لأجد الكل متفق على أن
الأمومة شعور فردي خاص
الأمومة ألم في ألم
الأمومة ليست بالاختيار
الأمومة أداة قمع و تقييد
غياب الوعي النقدي
❞ يقتلنا الخوف من عجزنا على تغيير الأشياء ومن القضاء على الغول الكبير الذي يهددنا ويهدد مستقبل أبنائنا أخاف أن أنسى نفسي وأن تلتهمني الأمومة بحلاوتها وبسهولة تحقيقها: لعب وأكل لذيذ وصوت ابني العذب وهو يغني ويحاول تقليد الأصوات والكلمات التي يسمعها حوله. ❝
من قراءة مقدمة الكتاب بقلم صاحبة دار هن للنشر أدركت أن الكتاب سيفتقر لعرض قول الخصم و شرحه ثم نقده ثم طرح الرأي الأرجح .. الورقات المطروحه قصيرة وربما كان هذا الشرط على الكاتبات لكن الحجم اسعف شيرين و منى و هالة فكتب مقالات عن الأمومة في الأدب والثقافة مستعرضات المفروض و المرفوض، وكان بالإمكان توثيق الأقوال ونقضها .. ما حدث كان غياب للوعي النقدي وأحسن الكتابات هي التي استعرضت ووثقت والاسوأ هي التي جاءت مجرد فضفضة و نعم أنا أقصد أمل إسماعيل .. نتحدث عنها أكثر فيما تفردت فيه كل مؤلفة.
المزاج التشاؤمي
❞ رأيتها فرأيت الألم الذي لا سقف له، رأيتها وقلت: خلاص، خلصت! الحب مصيره ييجي بعدين. أنا أصبحتُ أمًّا، والأم بلا خيارات. ❝
هل نكتب عن تجربة الأمومة بصدق أم أننا نكتب لنخالف كل تصور ذكوري عن تجربة الأمومة؟
جميع الكاتبات بلا استثناء لا تعطي تصور إيجابي عن الأمومة بل حتى في سرد التجارب لا تذكر أي منهن لحظات المتعة ، الأمومة مثل كل شيء في الحياة فيه لحظات من الوجع .. لكن لحظات المتعة أيضا حاضرة ، للمؤلفات رغبة في إظهار لحظات الألم و مسيرة الشقاء في الأمومة متجاهلات عن عمد ذكريات المسرة و ساعات الفرح التي لولا الأمومة لما كانت .
وهذا مرة أخرى يؤكد صفة الانحياز لهدف معين بعيد عن المصداقية .. لا تأخذيني من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ويلكِ!
وقبل الدخول بالقضايا المختلفة بينهن أود أن أعلق .. كمرأة..كأم ، لقد حرك الكتاب فيني شعور الرغبة بالمشاركة وقد أحببت فيه ذلك ، ربما لأنني اؤمن بأن الأمومة لا نموذج لها .. لهذا هي مختلفة من مرأة لأخرى بل امومتكِ ستختلف من طفل لأخر .. كذلك اؤمن بأن الفطرة في الأمومة هو ذلك الحب .. الحب الذي يظهر بمجرد معرفتكِ بأنه هناك وسط أحشائكِ ينمو ، لهذا اعتقد بأن استئجار الأراحم ينزع عن صاحبة البويضة فرصة الأمومة ، اؤمن بأن الأمومة مسؤولية.. لستِ مستعدة ؟ لا تصبحي أم ولا ندامة .. لا تندمي ولا تشعري بالخزي لأنكِ لستِ أم .. الأمومة ليست معيار تفاضل . لا تهمني امومتكِ و أخلاقكِ أسفل سافلين
ملاحظات مختلفة
● شيرين ابو نجا
❞ يُمكن القول إن الثقافة العربية لم تسمح بتحويل الأمومة إلى سؤال بحثي مطلقًا، بل حرصت على تسييجها داخل إطار يختلط فيه الديني والمُحرَّم والمُقدَّس والوطني ليبقى الأمر على ما هو عليه، الثقافة العربية تعي جيدًا خطورة السؤال. ❝
لست ادافع عن الثقافة و الوعي الجمعي لكني أجد في بعض أقوال شيرين مبالغات وإلزام مالا يلزم ..
قولها بأن تصوير الوطن بالأم في الأدب جعل من شرف النساء شرف الوطن وعلى ضوء ذلك نفهم لماذا تغتصب النساء في الحرب كوسيلة قهر الخصم! .. هل يحتاج العدو يا شيرين أن يوصف الوطن بالأم ليغتصبوا النساء؟ أم أنه يعلم أنها اخت و زوجة و أم أحدهم؟ .. وربما لأنه يريد كسرها هي ؟ .. هل وصف الوطن حقا السبب؟
وقولها بأن نموذج أم الشهيد في الأدب ينزع عن الأم خصائصها البشرية لتصبح رمزاً للتضحية .. لكن الواقع أن أمهات الشهداء بالفعل مؤمنات لدرجة أنها تفرح لكون طفلها شهيد .. تبكي؟ نعم وتحزن لكنها تبقى سعيدة لشهادته .. لهذا اعتبرت ظاهرة عظيمة للإيمان ..لأنها تزاحم حزن الأم بفرح المؤمنة .. هل يعتبر هذا قهر؟ نعم إذا استخدم لإجبار أمهات الشهداء أن لا يبكن! .. أي اذا منع أحدهم الأمهات من الحزن لا بمجرد تصوير صلابتهن النفسية بقصائد .
وأخيرا قولها بأن الأمومة في الخطاب الديني تصور بقدسية تجعل النقاش عن موضوع الأمومة بمثابة خروج عن الملة! في الواقع استاذه شيرين قارئ اليوم لا يستثني التيار الليبرالي من النقد فإن أردتي الحديث عن الدين الإسلامي فإن اتمنى تسجيل الآيات و الأحاديث الصحيحة التي جاءت صريحة وقولكِ الصريح المخالف لها الذي يفترض به تكونين قد خرجتي عن الملة ، أما رمي القول جزافاً فأنا أرفضه و يرفضه كل قارئ يشغل مخه دقيقه .
● منى ابراهيم
منى قدمت ورقة عن الإجهاض في الأدب ويفترض أن يكون هناك تنوع ثقافي في تصوير التجربة لكنها اختارت ثلاث شاعرات و روائية ، اسكتلندية و أمريكية بيضاء و أمريكية سوداء و مصرية كندية ، أنا لا أرى التنوع المفترض سيدة منى .. لكنها ورقة لطيفة رغم ذلك .. لطيفة على مرارة القارئ أعني فالجهاض ليس لطيف .. إلا في حالات معينة .
● نولة درويش
رمت نولة اسئلة كثيرة و تحدثت عن الواقع بوضوح ، المشكلة في تصوير أو الانطباع السلبي عن دور الأم في حياة المرأة حتى تصل إلى مرحلة تلمح فيها بأن الرجل قد يصبح الأم في المستقبل ! هل نبارك الآن بفكرة زراعة الأرحام للرجال؟
❞ أزعُم أن الإنجاب ميزة بيولوجية تنفرد بها أغلبية النساء بالنظر إلى عدم امتلاك الرجال حتى الآن لهذه القدرة، وإن كان الطب وجميع العلوم الأخرى تتقدم بخطى سريعة على مستوى العالم ومن الممكن أن نشاهد، أو تشاهد الأجيال المُقبلة، ظهور معجزات حقيقية في هذا المجال.❝
لست ضد تطور العلم لكني ضد العبث العلمي! ، ثم هل يعقل أن يكون هذا هو الحل النفسي ؟ هل أقطع يدي إن قيدها أحد؟ هل هذا هو سبيلي للحرية؟ مشوهه؟ .. إذا قيدوكِ بأمومتكِ هل الدفاع أن تنكرينها؟ أن تباركِ سؤال ما المرأة؟ وانتِ المراة!
● نفيسة الصباغ
❞ وحتى اليوم ألوم أبي على وجودي. رغم ذلك أنجبت ولدين اثنين، وأشعر بالذنب المستمر لقراري بأن آتي بهما إلى هذه الحياة التي أكرهها وأحتقرها. ❝
نفيسة يا نفيسة .. ورقة نفيسة لا تشارك فيها في كتاب عن الأمومة بل تأخذها لمعالج نفسي ، نفيسة تتمنى لو لم تولد أصلا وتكره الحياة وأعتقد أن هذه نزعة عدمية يجب أن نتوقف عندها طويلا .. لماذا قررت نفيسة أن لا تنتحر بل تصبح أما و تمرر الحياة لأرواح أخرى؟ تجاوب نفيسة بأنها فعلت ذلك كي تجد من يعتني فيها حين تشيخ .. إذن أستاذة نفيسة لا يبدو أنكِ تحتقرين الحياة بل تعشقين حياتكِ لدرجة تقررين إنجاب أناس يعتنون بكِ حتى أخر رمق!
ثم هناك توافق بين مفهوم الإنجاب و الأمومة في عقل نفيسة الصباغ حتى جعلت من الاثنين غريزة فقالت
❞ لا يقنعني الحديث عن أن الأمومة هي "غريزة" لدى النساء، وإلا فلماذا لا يمكن اعتبار الأبوة غريزة أيضًا؟ يمكنني الاقتناع نسبيًا بوجود رغبة إنسانية جمعية في اللاوعي للإنجاب حفاظًا على الجنس البشري، لكن ليس غريزة "أمومية" بالمفهوم النمطي، وإلا لما شاهدنا أمهات يهجرن أبناءهن ولا يقتلنهم، ونفس الشيء ينطبق على الآباء. ❝
الحديث عن الأمومة كغريزة يختلف عن الحديث عن الإنجاب كغريزة ولا أعتقد أن الحديث عنهم بطريقة واحدة صحيح .. الإنجاب رغبة تنشأ حين نحب و الأمومة شعور بالحب حين ننجب، الأبوة كذلك حين يرغب الرجل أن يجنب طفلا من المرأة التي يحب ستنمو ابوته بمجرد معرفته بالحمل .. هذه هي الفطرة السليمة أستاذة نفيسة وهذا هو التسلسل الطبيعي .. الحفاظ على الجنس البشري؟ حقا؟ والله لم أنجب كي يبقى البشر .. بل كي أبقى أنا فإنما الإنسان أثر .. أتركِ في الدنيا الخير وصوتكِ .
رغم جمال حديث الكاتبة عن أخطاء التربية وفكرة الطفل البيولوجي و الطفل الغير بيولوجي إلا أنها أفسدت فخلطت الحابل بالنابل
❞ كيف يمكن حمايته من القرارات المختلفة عن السائد كأن يصر الولد على أن يطلي أظافره باللون الأحمر الذي أستخدمه من فترة لأخرى؟ وهل الصواب هو الموافقة فقط أم شرح المعضلة الثقافية التي تعتبر أن التجمل بشكل عام يكون مفضلًا في حالة النساء لكنه مكروهًا في حالة الرجال؟ ❝
بالله يا أستاذة؟ لماذا لستِ صريحة؟ المشكلة في التجمل؟ هيا لنكن شجاعات.. أنتِ تعلمين أن التجمل للرجال حاضر في الثقافة العربية وما كتبتيه فوق ليس تجمل بل تشبه بالنساء وهناك فرق بين الأمرين مثلا التنورة في اسكتلندا للرجل ليست تشبه لكنها في الأوطان العربية تشبه .. المشكلة ليست في التنورة إذن، هل يجب أن اشرح هذا لمن عملت في الصحافة 15 سنة! .. في الواقع لا يجب لأنها مسألة جندرية والكاتبة تريد تلاشي خصائص الجنسين .
● أمل إسماعيل
لماذا؟ لقد وضعت أمل تجربة الولادة الصعبة وبدلاً من الحديث عنها وجدتها تضع الأمومة في قاع المصائب وكأنها لعنة لتقول في النهاية
❞ لم أشتَق إلى تجربة الحمل ووحامها البائس، ولا إلى الولادة ببواباتها المنفتحة على جهنم، ولا إلى الإرضاع ومشاقَّه ليلًا ونهارًا. لم أشتق أبدًا إلى ذلك الإحساس الذي حشوا به أفواهنا نحن النساء لنجترُّه كالبهائم في كلِّ محفل، إننا مخلوقات تحشوا به أفواهنا نحن النساء لنجترُّه كالبهائم في كلِّ محفل، إننا مخلوقات تحسُّ وتتألم، ولا عاقل يرى في الألم الكابوسي حلمًا سعيدًا. ولكنني سقطتُ في الفخ. وانسكب في قلبي حب طفلتي الأخيرة، تلك التي جاءت على مهل. دون حفلة طلق صناعي ولا شفط.❝
حبيبتي أمل هل عليكِ حقا مجاراة نمط الكتاب أم أنك على حد وصفكِ لستِ عاقلة؟ ، لماذا لا نكون متزنين و نعترف بأن ولادة طفل عن طفل آخر تختلف؟ بل أمومتكِ لطفلك ليست نفسها للطفل الآخر! وقعت بالفخ؟ لا اختي الشاعرة ليس فخاً بل رغبة منكِ بتجربة أخرى أفضل .. وانتِ أدرى في النهاية .
ماذا عن بقية الكاتبات؟ بين من لم أجد فيهن مشكل و بين ما أحببت مقالهن ، ختاما .. الأمومة دور صعب و أمانة ثقيلة سيغيركِ ..مثله مثل كل أدواركِ في الحياة .. فيه لحظات مخيفة وأخرى مبهجة و يحتاج إلى - لن أقول تضحية لكن - ترتيب أولويات .. وأخيراً مثل كل أدواركِ لستِ مجبرة عليه .. لا تنجبي مالم تريدي أن تكوني أم فلا نريد مزيد من العاهات في الكوكب
ريم بن رجب
مقدمة
ان موضوع الأمومة موضوع ثقيل لكونه ملتصق بالخاص ( النساء ) و العام ( المجتمع ) ، لهذا لابد أن تناقشه المنظومة الفكرية المهيمنة في أي مجتمع ، ومن ذلك تظهر مسائل كثيرة مرتبطة بأفكار المنظومة الجوهرية و جوهر الأمومة نفسه، فمثلا حين يكون المجتمع ذكوري - ولا يعني هذا أن كل أبناء المجتمع ذكوريين - فإنه يجعل قيمة المرأة في الإنجاب - ويفضل أن يكون الطفل ذكر -، نازعاً عنها خصائصها الإنسانية و الأنثوية الأخرى إلا حين تخدم تصوره إذ كل أنثى أم ، كذلك هناك تصور معين للامومة فأي امرأة لا تعيش أما وفق تلك الأمومة المقدسة تكون اماً ناقصة ، وابرز صفات الأمومة في المجتمع الذكوري هي التضحية .. أن تفقد كل معنى وتصبح كل المعاني لغيرها ، وأخيرا الأبوة .. ترى الذكورية في الابوة دور من أدوار الرجل وتنحصر في الحماية و التمويل إذ ليست الرعاية و التربية من ادواره فمكان الرجل العالم و مكان المرأة البيت .. الرجل عقلاني والمرأة غارقه حتى النخاع في العاطفية فكيف يتصور أن يهتم بطفل .. حتى لو كان طفله! هذه ليست فطرته! .. ومن عجيب الأقوال الدارجة في فشل الطفل سلوكياً أنه تربية حريم! وفي نجاح الطفل يقال جاء من ظهر رجل!
لماذا هذه المسائل كمثال؟ لأنها المسائل الموضوعية المشتركة بين كتاباتهن ، الهدف من حياة المرأة و نموذج الأمومة الوحيد و الأبوة تقابل الأمومة .. تتنوع كتابات الكاتبات في المجموعة كما هو متوقع وتختلف الزوايا لكنهن دائما يشترك في مسائل و يختلف في أخرى.
حسنا .. أيها القارئ العزيز هل تستطيع بعقلك السليم أن تفكر برد على التطرف الذكوري فوق؟ سجل ردودك .. ودعنا نندهش من ردود"هن"
وقبل المراجعة لنعلم أن دار هن للنشر و التوزيع دار ايديولوجية تنتمي إلى التيار النسوي ثالث أو بالأصح المابعد نسوية فهي دار تنادي بالجندرية والتنوع الجنسي! .. لم تعد حقوق مرأة فقط .
قضايا مشتركة
الجواب الايدولوجي نفسه
❞ لا تسعفني اللغة بكلمة عكس الأمومة. المتزوجة يقابلها عزباء، لكن الأم لا تقابلها كلمة سوى عقيم، العقم عيب بيولوجي. واو، العربية ليس بها كلمة تعبر عن المرأة التي تختار ألا تكون أم. ❝
عشرة نساء سيكتبن عن الأمومة .. اعتقدت أنني ساقرأ معركة من الأفكار وزوابع من الآراء حتى اعتقدت أن معضلة الأمومة ستتجسد من خلال اختلافات العشر نساء .. لاصدم بأنهن جميعا متفقات! .. إذن لن نرى المعضلة بل سنقرأ وصفكن لها بالمعضلة! ، قولي هذا لا يعني أن الموضوع مختلق ولا يوجد إشكال في مفهوم الأمومة في العقلية الجمعية بل يعني أننا أمام كتاب منحاز لفكرة معينة لا يوجد من بين العشرة واحدة تختلف مع أخرى!!!
لقد ظننت اني سأجد نقاشاً يكشف عن صدق التنوع النسائي في تجربة الأمومة لأجد الكل متفق على أن
الأمومة شعور فردي خاص
الأمومة ألم في ألم
الأمومة ليست بالاختيار
الأمومة أداة قمع و تقييد
غياب الوعي النقدي
❞ يقتلنا الخوف من عجزنا على تغيير الأشياء ومن القضاء على الغول الكبير الذي يهددنا ويهدد مستقبل أبنائنا أخاف أن أنسى نفسي وأن تلتهمني الأمومة بحلاوتها وبسهولة تحقيقها: لعب وأكل لذيذ وصوت ابني العذب وهو يغني ويحاول تقليد الأصوات والكلمات التي يسمعها حوله. ❝
من قراءة مقدمة الكتاب بقلم صاحبة دار هن للنشر أدركت أن الكتاب سيفتقر لعرض قول الخصم و شرحه ثم نقده ثم طرح الرأي الأرجح .. الورقات المطروحه قصيرة وربما كان هذا الشرط على الكاتبات لكن الحجم اسعف شيرين و منى و هالة فكتب مقالات عن الأمومة في الأدب والثقافة مستعرضات المفروض و المرفوض، وكان بالإمكان توثيق الأقوال ونقضها .. ما حدث كان غياب للوعي النقدي وأحسن الكتابات هي التي استعرضت ووثقت والاسوأ هي التي جاءت مجرد فضفضة و نعم أنا أقصد أمل إسماعيل .. نتحدث عنها أكثر فيما تفردت فيه كل مؤلفة.
المزاج التشاؤمي
❞ رأيتها فرأيت الألم الذي لا سقف له، رأيتها وقلت: خلاص، خلصت! الحب مصيره ييجي بعدين. أنا أصبحتُ أمًّا، والأم بلا خيارات. ❝
هل نكتب عن تجربة الأمومة بصدق أم أننا نكتب لنخالف كل تصور ذكوري عن تجربة الأمومة؟
جميع الكاتبات بلا استثناء لا تعطي تصور إيجابي عن الأمومة بل حتى في سرد التجارب لا تذكر أي منهن لحظات المتعة ، الأمومة مثل كل شيء في الحياة فيه لحظات من الوجع .. لكن لحظات المتعة أيضا حاضرة ، للمؤلفات رغبة في إظهار لحظات الألم و مسيرة الشقاء في الأمومة متجاهلات عن عمد ذكريات المسرة و ساعات الفرح التي لولا الأمومة لما كانت .
وهذا مرة أخرى يؤكد صفة الانحياز لهدف معين بعيد عن المصداقية .. لا تأخذيني من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ويلكِ!
وقبل الدخول بالقضايا المختلفة بينهن أود أن أعلق .. كمرأة..كأم ، لقد حرك الكتاب فيني شعور الرغبة بالمشاركة وقد أحببت فيه ذلك ، ربما لأنني اؤمن بأن الأمومة لا نموذج لها .. لهذا هي مختلفة من مرأة لأخرى بل امومتكِ ستختلف من طفل لأخر .. كذلك اؤمن بأن الفطرة في الأمومة هو ذلك الحب .. الحب الذي يظهر بمجرد معرفتكِ بأنه هناك وسط أحشائكِ ينمو ، لهذا اعتقد بأن استئجار الأراحم ينزع عن صاحبة البويضة فرصة الأمومة ، اؤمن بأن الأمومة مسؤولية.. لستِ مستعدة ؟ لا تصبحي أم ولا ندامة .. لا تندمي ولا تشعري بالخزي لأنكِ لستِ أم .. الأمومة ليست معيار تفاضل . لا تهمني امومتكِ و أخلاقكِ أسفل سافلين
ملاحظات مختلفة
● شيرين ابو نجا
❞ يُمكن القول إن الثقافة العربية لم تسمح بتحويل الأمومة إلى سؤال بحثي مطلقًا، بل حرصت على تسييجها داخل إطار يختلط فيه الديني والمُحرَّم والمُقدَّس والوطني ليبقى الأمر على ما هو عليه، الثقافة العربية تعي جيدًا خطورة السؤال. ❝
لست ادافع عن الثقافة و الوعي الجمعي لكني أجد في بعض أقوال شيرين مبالغات وإلزام مالا يلزم ..
قولها بأن تصوير الوطن بالأم في الأدب جعل من شرف النساء شرف الوطن وعلى ضوء ذلك نفهم لماذا تغتصب النساء في الحرب كوسيلة قهر الخصم! .. هل يحتاج العدو يا شيرين أن يوصف الوطن بالأم ليغتصبوا النساء؟ أم أنه يعلم أنها اخت و زوجة و أم أحدهم؟ .. وربما لأنه يريد كسرها هي ؟ .. هل وصف الوطن حقا السبب؟
وقولها بأن نموذج أم الشهيد في الأدب ينزع عن الأم خصائصها البشرية لتصبح رمزاً للتضحية .. لكن الواقع أن أمهات الشهداء بالفعل مؤمنات لدرجة أنها تفرح لكون طفلها شهيد .. تبكي؟ نعم وتحزن لكنها تبقى سعيدة لشهادته .. لهذا اعتبرت ظاهرة عظيمة للإيمان ..لأنها تزاحم حزن الأم بفرح المؤمنة .. هل يعتبر هذا قهر؟ نعم إذا استخدم لإجبار أمهات الشهداء أن لا يبكن! .. أي اذا منع أحدهم الأمهات من الحزن لا بمجرد تصوير صلابتهن النفسية بقصائد .
وأخيرا قولها بأن الأمومة في الخطاب الديني تصور بقدسية تجعل النقاش عن موضوع الأمومة بمثابة خروج عن الملة! في الواقع استاذه شيرين قارئ اليوم لا يستثني التيار الليبرالي من النقد فإن أردتي الحديث عن الدين الإسلامي فإن اتمنى تسجيل الآيات و الأحاديث الصحيحة التي جاءت صريحة وقولكِ الصريح المخالف لها الذي يفترض به تكونين قد خرجتي عن الملة ، أما رمي القول جزافاً فأنا أرفضه و يرفضه كل قارئ يشغل مخه دقيقه .
● منى ابراهيم
منى قدمت ورقة عن الإجهاض في الأدب ويفترض أن يكون هناك تنوع ثقافي في تصوير التجربة لكنها اختارت ثلاث شاعرات و روائية ، اسكتلندية و أمريكية بيضاء و أمريكية سوداء و مصرية كندية ، أنا لا أرى التنوع المفترض سيدة منى .. لكنها ورقة لطيفة رغم ذلك .. لطيفة على مرارة القارئ أعني فالجهاض ليس لطيف .. إلا في حالات معينة .
● نولة درويش
رمت نولة اسئلة كثيرة و تحدثت عن الواقع بوضوح ، المشكلة في تصوير أو الانطباع السلبي عن دور الأم في حياة المرأة حتى تصل إلى مرحلة تلمح فيها بأن الرجل قد يصبح الأم في المستقبل ! هل نبارك الآن بفكرة زراعة الأرحام للرجال؟
❞ أزعُم أن الإنجاب ميزة بيولوجية تنفرد بها أغلبية النساء بالنظر إلى عدم امتلاك الرجال حتى الآن لهذه القدرة، وإن كان الطب وجميع العلوم الأخرى تتقدم بخطى سريعة على مستوى العالم ومن الممكن أن نشاهد، أو تشاهد الأجيال المُقبلة، ظهور معجزات حقيقية في هذا المجال.❝
لست ضد تطور العلم لكني ضد العبث العلمي! ، ثم هل يعقل أن يكون هذا هو الحل النفسي ؟ هل أقطع يدي إن قيدها أحد؟ هل هذا هو سبيلي للحرية؟ مشوهه؟ .. إذا قيدوكِ بأمومتكِ هل الدفاع أن تنكرينها؟ أن تباركِ سؤال ما المرأة؟ وانتِ المراة!
● نفيسة الصباغ
❞ وحتى اليوم ألوم أبي على وجودي. رغم ذلك أنجبت ولدين اثنين، وأشعر بالذنب المستمر لقراري بأن آتي بهما إلى هذه الحياة التي أكرهها وأحتقرها. ❝
نفيسة يا نفيسة .. ورقة نفيسة لا تشارك فيها في كتاب عن الأمومة بل تأخذها لمعالج نفسي ، نفيسة تتمنى لو لم تولد أصلا وتكره الحياة وأعتقد أن هذه نزعة عدمية يجب أن نتوقف عندها طويلا .. لماذا قررت نفيسة أن لا تنتحر بل تصبح أما و تمرر الحياة لأرواح أخرى؟ تجاوب نفيسة بأنها فعلت ذلك كي تجد من يعتني فيها حين تشيخ .. إذن أستاذة نفيسة لا يبدو أنكِ تحتقرين الحياة بل تعشقين حياتكِ لدرجة تقررين إنجاب أناس يعتنون بكِ حتى أخر رمق!
ثم هناك توافق بين مفهوم الإنجاب و الأمومة في عقل نفيسة الصباغ حتى جعلت من الاثنين غريزة فقالت
❞ لا يقنعني الحديث عن أن الأمومة هي "غريزة" لدى النساء، وإلا فلماذا لا يمكن اعتبار الأبوة غريزة أيضًا؟ يمكنني الاقتناع نسبيًا بوجود رغبة إنسانية جمعية في اللاوعي للإنجاب حفاظًا على الجنس البشري، لكن ليس غريزة "أمومية" بالمفهوم النمطي، وإلا لما شاهدنا أمهات يهجرن أبناءهن ولا يقتلنهم، ونفس الشيء ينطبق على الآباء. ❝
الحديث عن الأمومة كغريزة يختلف عن الحديث عن الإنجاب كغريزة ولا أعتقد أن الحديث عنهم بطريقة واحدة صحيح .. الإنجاب رغبة تنشأ حين نحب و الأمومة شعور بالحب حين ننجب، الأبوة كذلك حين يرغب الرجل أن يجنب طفلا من المرأة التي يحب ستنمو ابوته بمجرد معرفته بالحمل .. هذه هي الفطرة السليمة أستاذة نفيسة وهذا هو التسلسل الطبيعي .. الحفاظ على الجنس البشري؟ حقا؟ والله لم أنجب كي يبقى البشر .. بل كي أبقى أنا فإنما الإنسان أثر .. أتركِ في الدنيا الخير وصوتكِ .
رغم جمال حديث الكاتبة عن أخطاء التربية وفكرة الطفل البيولوجي و الطفل الغير بيولوجي إلا أنها أفسدت فخلطت الحابل بالنابل
❞ كيف يمكن حمايته من القرارات المختلفة عن السائد كأن يصر الولد على أن يطلي أظافره باللون الأحمر الذي أستخدمه من فترة لأخرى؟ وهل الصواب هو الموافقة فقط أم شرح المعضلة الثقافية التي تعتبر أن التجمل بشكل عام يكون مفضلًا في حالة النساء لكنه مكروهًا في حالة الرجال؟ ❝
بالله يا أستاذة؟ لماذا لستِ صريحة؟ المشكلة في التجمل؟ هيا لنكن شجاعات.. أنتِ تعلمين أن التجمل للرجال حاضر في الثقافة العربية وما كتبتيه فوق ليس تجمل بل تشبه بالنساء وهناك فرق بين الأمرين مثلا التنورة في اسكتلندا للرجل ليست تشبه لكنها في الأوطان العربية تشبه .. المشكلة ليست في التنورة إذن، هل يجب أن اشرح هذا لمن عملت في الصحافة 15 سنة! .. في الواقع لا يجب لأنها مسألة جندرية والكاتبة تريد تلاشي خصائص الجنسين .
● أمل إسماعيل
لماذا؟ لقد وضعت أمل تجربة الولادة الصعبة وبدلاً من الحديث عنها وجدتها تضع الأمومة في قاع المصائب وكأنها لعنة لتقول في النهاية
❞ لم أشتَق إلى تجربة الحمل ووحامها البائس، ولا إلى الولادة ببواباتها المنفتحة على جهنم، ولا إلى الإرضاع ومشاقَّه ليلًا ونهارًا. لم أشتق أبدًا إلى ذلك الإحساس الذي حشوا به أفواهنا نحن النساء لنجترُّه كالبهائم في كلِّ محفل، إننا مخلوقات تحشوا به أفواهنا نحن النساء لنجترُّه كالبهائم في كلِّ محفل، إننا مخلوقات تحسُّ وتتألم، ولا عاقل يرى في الألم الكابوسي حلمًا سعيدًا. ولكنني سقطتُ في الفخ. وانسكب في قلبي حب طفلتي الأخيرة، تلك التي جاءت على مهل. دون حفلة طلق صناعي ولا شفط.❝
حبيبتي أمل هل عليكِ حقا مجاراة نمط الكتاب أم أنك على حد وصفكِ لستِ عاقلة؟ ، لماذا لا نكون متزنين و نعترف بأن ولادة طفل عن طفل آخر تختلف؟ بل أمومتكِ لطفلك ليست نفسها للطفل الآخر! وقعت بالفخ؟ لا اختي الشاعرة ليس فخاً بل رغبة منكِ بتجربة أخرى أفضل .. وانتِ أدرى في النهاية .
ماذا عن بقية الكاتبات؟ بين من لم أجد فيهن مشكل و بين ما أحببت مقالهن ، ختاما .. الأمومة دور صعب و أمانة ثقيلة سيغيركِ ..مثله مثل كل أدواركِ في الحياة .. فيه لحظات مخيفة وأخرى مبهجة و يحتاج إلى - لن أقول تضحية لكن - ترتيب أولويات .. وأخيراً مثل كل أدواركِ لستِ مجبرة عليه .. لا تنجبي مالم تريدي أن تكوني أم فلا نريد مزيد من العاهات في الكوكب
Graphic: Sexism, Grief, Medical trauma, and Pregnancy
Moderate: Blood
Minor: Cursing and Deportation
لا أنصح قراءته للنفاس حيث أن حالتها المزاجية و العاطفية لأبد أن تكون في أحسن أحوالها .. لأجل صحتها هي قبل كل أحد