A review by ahmoda
رسائل الأحزان by مصطفى صادق الرافعي

2.0


يبث الكاتب أو الشاعر مشاعره -من آلام وأوجاع أو حب وأشواق- على الورق، فتستحيل نورًا يغمر الفارئ بوهجها، حتى يحس معها أنه هو صاحب تلك المشاعر. ولهذا قرأت الكتاب، لكن للأسف لم أجد فيه ما كنت متوقع، وعلى الرغم من فصاحة الرافعي وبلاغته المُذهلة إلا أنني وجدت أنه جاء مُتكلّفًا في هذا الكتاب وكأن التكلّف هو الدافع للكتابة، فأعجبتني الزخرفة وضاع مني المعنى.

تقييمي 2 من 5

"واللغات تعجز أحيانًا بما ُنحَملها فلا تُحسن التعبير إذا كانت العاطفة قوية مهتاجة وقد نشبت في عاطفة أخرى مثلها، فإذا ضاقت الروح بهذا العي عدت إلى لغتها الأولى فأرسلت العاطفة لونًا في الوجه إذا كانت حياء أو خوفً؛ ورعة في الجسم إذا كانت فزعًا ومحقًا؛ودمعًا في العين إن كانت حزنًا أو قهرًا؛وضحكًا وابتسامًا إن كانت إعجابًا وطربًا. فإذا كانت العاطفة وجدًا ولوعة وقد استفاضت بين روحين؛ دنت إحداهما على الأخرى فمستها بشفتيها فيكون هذا اللمس بأداة النطق هو أبلغ النطق."

" لا يريد الهم منك أكثر من أن تريده فيأتي!"

" إن ساعة من ساعات هذا الضعف الإنساني الذي نسميه الحُب تُنشئ للقلب تاريخًا طويلًا من العذاب إن لم تكن آلامه هي لذاته بعينها فهي أسباب لذاته."

" والعاشق هو وحده المخلوق الغريب الذي ترى الأحلام في عينيه وهو يقظان يعقل ويعي، فليست الحبيبة في عينيه امرأة كغيرها من الناس، وإنما تُخرجها له جملة من الصفات الغريبة التي فيها لتقابل جملة أخرى من الصفات الغريبة التي فيه؛ ومتى كان الأمر غريبًا نادرًا من طرفيه في النظر والاعتقاد لم يبق فيه موضع يمكن الحكم عليه بأنه من الأشياء المألوفة التي جرت بها العادة، وتلك هي معضلة الحب التي جعلت من بعض النساء الضعيفات هزلًا أروع من الجد، ومن بعض الرجال الأقوياء جدًا أسخف من الهزل: معضلة لا تحل أبدًا ما دامت بين الحبيب ومحبه."