A review by nourhan09
رسائل الأحزان by مصطفى صادق الرافعي

4.0

“ما دام لكل إنسان باطن لا يشركه فيه إلا الغيب وحده ، ففي كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه”
.
نجد في هذا الكتاب, قصة حب يحكيها "الرافعي" بطريقته الفريدة من نوعها,
أختار نمط الرسائل لوصف معشوقته مع صديقه , والذي هو نفسه طبعاً , ولكن أختار هذه الطريقه وكأنه يكلم نفسه, يشكي نفسه لنفسه ,,
لأنه ببساطة لايوجد من يشعر بألمك سواك, ولا بمعاناتك غيرك.
لهذا أختار هذه الطريقة في سرد قصة حبه التي من المفترض ان تكون "مي زيادة" الإنسانة التي عشقها الجميع , ولكن يبقى السؤال من أحبت هي ,
البعض يقولون إن "جبران خليل جبران" هو حبها الأول والأخير ,, ولكن عندما نقرأ هذه الرسائل نرى ان هنالك قصة ما بينها وبين "الرافعي" , هل هي قصة حب أسطورية . او صداقة من طرف واحد .. او حب نرجسي من طرفها ..
طوال فترة كتابته لهذه الرسائل , كان يهيم حباً بها, ولكنه ايضاً يشتكي من قسوتها ومن غموضها ..
يقال ان هنالك سلسلة تكملة لهذه الرسائل ربما لو أكملناها قد نعرف القصة الحقيقة ما بين "الرافعي" وبين "مي زيادة".
.
“أنت النقص كله مع لذات الدنيا ، وأنت الكمال كله مع آلامها !”
.
لا أنكر أنني قد واجهت صعوبة كبيرة في تقبل لغة "الرافعي" .. برغم جمالها وسحرها وتفردها الا أنها كانت صعبة للغاية ,
في البداية قررت أن أستمع لها صوتياً , ولكن بعد النصف قررت أن أقرأها ألكترونياً , وبعد أن أنتهيت منها وجدت نفسي ضائعة في فلسفته ومفرداته ,
لهذا عدت مرة أخرى أستمع الى رسائله من البداية والى النهاية ..
عندها شعرت بجمال لغته, وبـأنين قلبه, وآلامه, وحزنه, وشوقه, وعطشه الأبدي تجاه محبوبته.
يالها من قصة حب يحسد عليها, ويالها من رسائل عميقة المعنى ويالها من كلمات يصعب علينا أن نصفها او نضيف شيئاً لها,
عليك فقط أن تستمع بها, أن تغوص في بحر أبداعها ورونقها وشذاها الممزوج بين العشق والعتب والندم والشوق.
.

“فاعلم أنِّى لا أُحبُّ فيها شيئًا مُعينًا أستطيعُ أن أُشيرَ إليهِ بهذا أو هذهِ أو ذلكَ أو تلك ؛ و لا "بهؤلاءِ" كلها ... إنَّـمـا أُحـبُّـها لأنها هي هي ، كما هي هي ، فإنَّ في كلِّ عاشِقٍ معنى مجهولاً لا يحدهُ عِلمٌ و لا تصفه معرفة ، و هو كالمصباحِ المُنطَفيءِ يَنتظرُ مَن يُضيئُهُ لِيُضيء ، فلا يُنقِصهُ إلا من فيه قِدْحَةُ النُّورِ أو شرارةُ النَّـار.”