Scan barcode
A review by khuzyma
المياه كلها بلون الغرق by إميل سيوران, آدم فتحي, E.M. Cioran
dark
fast-paced
3.0
شذرات فاقدة لليقين والسكينة والطمأنينة.
وهذه نِعم يتخبط المرء دونها؛ قلق مزمن وحيرة مردية وشك مهلك، لا يخرج من حدس إلا إلى ارتياب ومنهما إلى رجم بالغيب، عدمية لا أكثر، مهما كساها عمقاً وجهدَ أن يجعل منها وليدة بصيرة.
أشفق على هؤلاء «الفلاسفة»، أي شقاء كتب عليهم! وأي شيطان دلاهمُ بغرور!
علم الله ما في قلوبهم فنزعَ منها كل أمن ويقين وسكينة وطمأنينة، وخصّ بها الذين آمنوا.
لا عجبَ أن نُقل عن كثير من متهوكة المتكلمة رجاءهم إيماناً كإيمان العجائز، وإنما المراد ثمار الإيمان تلك، فما دون ذلك ضنك وشقاء «وشعَثٌ [في القلب] لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته.
وفيه حزنٌ لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته.
وفيه قلقٌ لا يسكِّنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه.
وفيه نيران حسراتٍ لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
وفيه طلبٌ شديدٌ لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه.
وفيه فاقةٌ لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا بما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً» (المدارج ١٧/٤).
وهذه نِعم يتخبط المرء دونها؛ قلق مزمن وحيرة مردية وشك مهلك، لا يخرج من حدس إلا إلى ارتياب ومنهما إلى رجم بالغيب، عدمية لا أكثر، مهما كساها عمقاً وجهدَ أن يجعل منها وليدة بصيرة.
أشفق على هؤلاء «الفلاسفة»، أي شقاء كتب عليهم! وأي شيطان دلاهمُ بغرور!
علم الله ما في قلوبهم فنزعَ منها كل أمن ويقين وسكينة وطمأنينة، وخصّ بها الذين آمنوا.
لا عجبَ أن نُقل عن كثير من متهوكة المتكلمة رجاءهم إيماناً كإيمان العجائز، وإنما المراد ثمار الإيمان تلك، فما دون ذلك ضنك وشقاء «وشعَثٌ [في القلب] لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته.
وفيه حزنٌ لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته.
وفيه قلقٌ لا يسكِّنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه.
وفيه نيران حسراتٍ لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
وفيه طلبٌ شديدٌ لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه.
وفيه فاقةٌ لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا بما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً» (المدارج ١٧/٤).