A review by sondos_abdallah
عالم صوفي, by Jostein Gaarder

4.0

وأخيرًا قررت أن أكتب المراجعة عن الرواية الأقرب لي حتى الآن، صباح الفل ..
جوستاين غاردر، الأديب النرويجي، ربما أجد حرجًا في تلقيبه بذلك فحسب فهو أجدر بلقب فيلسوف، ومثقف كذلك، أولى القراءات وأحببت الأسلوب والطرح فوق العادة، لنفصّل المراجعة:
- أجدر بأن تُسمى كتابًا وضع في صورة روائية حتى تهضم تلك الجرعة الكبيرة من الفلسفة.
- أرى أنها البداية الأمثل لباحث في أي علم إنساني، نافذة أهم ما تطل عليه منها هو "حس النقد" وإثارة التساؤلات في العموم، وكما قال غاردر: "المسألة الفلسفية تحديدا، شيء يظل يواجه كل جيل، بل كل فرد."
- قرأت الرواية مترجمة لحياة الحويك، ترجمة جيدة لم تُخل بالأسلوب، حتى تنسى أحيانًا أنها مترجمة -فعادة الترجمات تجدها مخلة بالأسلوب الأدبي وتجد صعوبة في ترابط وتناسق العبارات والفقرات.
- علمت بوجود ترجمة أخرى لأحمد لطفي أطول قيل أنها منسقة حتى تناسب العقل غير الفيلسوف على ما يبدو! الخائف من طرح التساؤلات، وقيل أنها "للمسلمين" أو نسخة "حلال"، يالها من إهانة والله، أفلا يتفكرون؟
ولكن لأني لم أقرأها بنفسي لا أعلم قدر حقيقة ذلك.
- انتقال البرتو من حقبة فلسفية لأخرى كان لطيفًا خفيفًا، خاصة في أولى صفحات الكتاب -لا أجدها رواية حتى الآن.
- الآلية التي تطرق بها لعلم النفس والاجتماع والسياسة في بعض الأحيان وعلم الفلك والفيزياء في مواضع قليلة كانت جيدة جدا ومناسبة لغير المتخصصين وإن اختلفت في بعض الأسس العقائدية معه.
- غاردر في روايته الصغيرة -التي قيل عنها للأطفال- مرحبًا هل من أحد هناك، كأنه يود أن يضع مقدمة لصوفي وهيلد قبل الولوج لتلك القصة، وكأنها كانت هدية العام العاشر لهما، كما كانت عالم صوفي هدية العام الخامس عشر. "قرأتها بالتزامن معها في أحد الليالي في جلسة واحدة، فقط للتوثيق"
- أما عن النهاية، فربما أظنها فقدت حلقة ما، ربما هي ما جعلت التقييم ينقص نجمة كاملة -رغم اني لا آبه بالنهايات كثيرًا في ذلك النوع من الروايات لأنها ليست من الأدب الروائي في الأصل.
كانت أفضل مما توقعت، لكن شيء ما في نفسي يمنعني أن أضع الخمس نجمات، لا أدريه -في الأغلب هو الخلل في المفهوم العقائدي ولكن في النهاية الفلسفة إثارة تساؤلات فلا يهمني ما أجاب به قدر التساؤل نفسه، وربما أجلت المراجعة لمزاجي السيء منذ أنهيتها منذ أشهر، ولكن عليّ أن أعترف أني كنت أخشى أن تنتهي وكنت أقرؤها على مهل.. وانتهت.