A review by m7md
السراب by Naguib Mahfouz

5.0

" هناك نسيت كدري وهمي، وانشرح صدري، وانبعث السرور في كل قطرة من دمي. هناك أدركت أنها سروري وفرحي، وأنها روحي وحياتي، وأن الدنيا من غير طلعة محياها لا تساوي ذرةً من رماد. "

بعد قرائتي لشخصيات نجيب محفوظ في رواياته ككامل مهران في اللص والكلاب وشخصية أحمد عاكف في خان الخليلي أو صابر الرحيمي في رواية الطريق يصدمني نجيب محفوظ بشخصية كامل رؤبة لاظ في رواية السراب .

الشخصية التي نتجت بعد علاقة زواج فاشلة بين أب سكّير ابتعد عنه طوال حياته وبين أمً دللته وأورثته عقدة أوديب التي جعلته يتعلق بها في كل علاقة له طوال حياته .شخصية بتعيش معها وراح تكرهها وفي صفحات كثيرة راح تنرفزك بحياءها وخجلها ، ولكن راح يغلب شعور الرحمة على شعور الكره في نهاية الرواية وهذا الشيء اللي برع فيه نجيب كما برع في وضع شعور الحيرة لديك في نهاية الرواية لوضع عتبك وملامك على أي شخصية أدّت لهذه النهاية الشنيعة.

صدمة الاحداث وبشاعة العلاقات وشرح الرؤية النفسية للشخصية، كذلك طريقة السرد الروائي الرهيب والمتضمن العديد من الاقتباسات والحوارات الأسطورية. روائعٌ لن تجدها إلاً في روايات نجيب محفوط ، وهذي الرواية هي أعظم ماكتبه نجيب بالنسبة لي، ياساتر والشعور اللي تملكني في نهاية الرواية خصوصاً الحدث الأخير، شعور أعجز عن وصفه ولكنه عبارة عن رجفة داخلية من ذهول الحدث الذي صار ولازادني قشعريرة إلاّ طريقة سرد هذا الحدث.