Scan barcode
A review by shehab_eldin
مونولوج عازف البيانو في المحيط 1900 by Alessandro Baricco
5.0
ذلك العالم الشاسع ..ألا تخافون أن تنفجروا اذا ما فكرتم مجرد تفكير برحابته ؟
أصدقائي ربما أقسم لكم إنها أفضل قصة قصيرة أو مونولج أو مسرحية قصيرة قرأتها إلى الأن. رائعة من الأدب الأيطالي.
1900، عازف البيانو الأعظم على اللإطلاق، ذلك الرجل الذي لم ينزل إلى اليابسة قط! حتى يوم ميلادة، ولد في المحيط وعاش بالمحيط، وسيموت في المحيط! لن يرحل أبداً، لأنه تعلم العزف على لحن أمواج المحيط، يرقص مع الأمواج وصخبها، يتسامرون كالعشاق وربما يغازلها أحيانا ويزداد المحيط دلالاً أكثر في أكثر كالحوريات.
“كنتُ أعزف السعادة، على لوحة مفاتيح محدّدة”.
الرائع في القصة هي القدرة الموسيقية الرائعة الهائلة للكاتب، أنا أعزف بعض الألحان والنوتات على الجيتار وإن كنت غير محترف في ذلك، لكن الأن بعد قراءة هذه الرواية أود أن أحفظ وأحمل موسيقى العالم بأجمعها داخل روحي، أود أن أرتحل معها إلى الأبد، الموسيقى غذاء الروح وروح الكاتب ألساندرو باريكو غنية بها بدرجة كبيرة، القصة تُعد واحدة من سيموفنيات بيتهوفن الأعظم، أو مقطوعة وترية لشوبان وربما سيمفونية للرائع ياني الذي شاركتني موسيقاه صفحات هذه القصة.
“أريد أن أرى البحر الذي تعرفين
ذاك البحر
الهادئ
والنور
والأسماك الطائرة
تحلق فوق سطحه النقي”
" الحياة مثل باينو لا تعد مفاتيحه ولا تحصي وبإمكانك ان تعزف علي بيانو كهذا ما اردت من ألحان لكنك تجلس علي الكرسي الخاطئ فذلك البيانو لا يعزف عليه إلا الله "
الرائع أكثر في القصة أيضاً طريقة السرد جيدة جداً لحد كبير، وغرابتها،
يُقال أحيانا كل ماهو غريب عنا جميل، وأنا أقول ماهو غريب عني رائع الجمال اليوم.
القراءة تٌعد ملاذ آمن لي، هذا شيء معروف لنا جميعاً، لكنها الحقيقة هي تمثل لي أكثر من الهروب والملاذ، أنا أحب السفر، أحبه كثيرا، وانا أسافر من خلالها في هذه الرواية ربما أنا زورت تلك المركب الغريبة، وذهبت ذهابا وأياباً ألاف المرات بين انجلترا ونيويورك وريو دي جانيرو، وأيضا تخيلت باريس معهم وكأني زورتها،
أعقتد إن أفضل رواية تلك التي تحملك على ظهرها لبلدٍ بعيدة لتتسكع وتتجول فيها ثم تعود محُمل بالذكريات.
إليكم بعض الأقتباسات الرائعة من القص.