A review by homs_dream
شيطنات الطفلة الخبيثة by ماريو بارغاس يوسا, Mario Vargas Llosa, صالح علماني

5.0

غالباً حين تكون الرواية ساحرة بالنسبة لي أشعر بعجز عن كتابة مراجعة عنها.
أغوص فيها قراءة وأستلذّ بكل حرف منها ثم أخرج، وحين أريد كتابة رأيي/انطباعي/ حكمي عنها يقف القلم عاجزاً.

عموماً.. يوسا شخص ذكيّ جداً في التفاصيل والحوارات، ويحسن بمهارة مزج الخاص والعام، وبين السياسة والاجتماع، وبين المثير والمقزز.
في هذه الرواية التي تدور زمنياً في القرن الماضي، وتمتد لتشمل ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، في كلّ من فرنسا وبريطانيا والبيرو.
ريكاردو العبيط.. أو المحبّ المثالي، الذي يحبّ رغم كل شيء، ومهما فعلَ معه الحبيب يقبله ولا يعترض.
الرفيقة آرليت، الفتاة البسيطة، المرأة اللعوب، الخادمة، السيدة، المتقلبة، الصادقة جداً..
علاقة أشبه بالمرض بينهما، لكنها مثيرة في تفاصيلها، إلى أيّ حد يصل بنا الحبّ أن نتخلّى عن قيمنا ومبادئتا ونتجاوز كل الخطوط الحمراء كرمى لعين من نحبّ، ودون أن نسأل حتى إن كان أهلاً لهذه المحبة أو لا.
تقول له: «أنا لم أقل لأحد قط أحبك، أريدك، بإحساس حقيقي صادق. لم أقل هذه الكلمات إلا كذباً. لأنني لم أحب أحداً قطّ يا ريكاردو، لقد كنت أكذب دوماً عليهم».
كم كانت صادقة وهي تقول له هذا الكلام الموجع.. وهو لم يعترض وقبل بكل شروطها.
خانته، هجرته، عادت له، ثم خانته، ثم تركته، ثم عادت له، ثم...
الرواية من أجمل ما قرأته مؤخراً
فيها بعض المشاهد الإيروتيكية، وبعض الجمل الذكية والإلماحات لحال الثائرين حين يتحولون لمسوقين فاشلين لقضيتهم.
في الفصل الأول يتحدث عن حال الثوار الذين تركوا بلادهم وذهبوا لفرنسا كي يدافعوا عن قضيتهم في المحافل الدولية.. يالله! لقد رأيتنا في هذا المشهد، رأيت تخبط المعارضة السورية وأغلب المعارضين كيف يتحولون لكائنات لزجة تستجدي الرحمة، وتدور في فلك المباهاة والشكليات.
آخر 30 صفحة من الرواية تقرأ بنَفس واحد..

استمتعوا بها