A review by homs_dream
كيف تتحدث عن كتاب لم تقرأه؟ by Pierre Bayard

3.0

العنوان مغاير تماماً للمضمون وهو مضلل للأمانة.
فالكتاب حسب ما رأيتُ لا يحرّض للادعاء، ولا التباهي بكيف تتحدث عن كتب لم تقرأها ولكنه يطرق جانباً مجهولاً في علاقاتنا مع الكتب.
للأمانة أحببتُ الكتاب قبل أن أقرأه حين اطلعت على لقاء مع أمبرتو إيكو، وكان الحديث عن كيف تتأثر بكتب لم تقرأها وجواب إمبرتو كان في غاية الذكاء والنباهة حين قال إنّه دائماً ما يتعرض للسؤال المحرج: هل قرأتَ كل كتاب في مكتبتك؟

https://www.youtube.com/watch?v=VsUucfr0M60

بداية المؤلف أستاذ جامعيّ وكانب ومحلل نفسي، فالكتاب هو خليط من هذه العلوم الثلاثة، فهو يمارس تحليله النفسي، ويضع تجربته التعليمية في سياق الاستئناس.
فكرة الكتاب تُستخلص من قضية موازية لموضوع القراءة وهي [ اللاقراءة ] التي تعني حقّ أيّ أحد من ألا يقرأ أي كتاب، لكن هذا لا يمنعه من الحديث عنها إذا قرأ عنها أو سمع من يتحدث عنها.
أعجبتني فكرة الحواف/ ومختصرها أنّ غالبية أمناء المكتبات يعرفون عن الكتب ولا يقرأون الكتب، أي أن حدود معرفتهم فيها تقيهم من الانغماس فيها وهذا بالنسبة لهم شيء كاف.
أحببتُ فكرة أنّ الكتب التي قرأنها قديماً ونسينا محتواها أو أننا قرأناها هل تًحسب لنا ككتباً مقروءة؟ سؤال يستحق التأمل.
وقسّم الكتب لأقسام:
1- كتب لا نعرفها مطلقاً
2- كتب نعرفها وتصفحناها
3- كتب سمعنا بها
4- كتب نسيناها
وأنّ ما يدعونا للحديث عن كتب لم نقرأها كاملةً هي مواقف اجتماعية غالباً أو اضطراراً خصوصاً إذا كنت في مهنة تستلتزم منك التقييم [ كمحرري دور النشر أو أساتذة الجامعات ]
==
فكرة كون الكتاب ليس كتاباً واحد لدي الجميع، بل هو كتاب جماعي لبعضهم، وكتاب افتراضي لآخرين، وكتاب شخصي لآخرين.
وهدف الكاتب كله هو ألا نطيل الوقوف على الكتب، ونخلق مساحة خاصة لنا.
==
طبعاً كون بعض المشاهير تتحدث عن كتب لم تقرأها فهو أمراً ليس مستحدثاً وهناك أمثلة قديمة وحديثة وهو أمر بحد ذاته ليس عيباً لكن العيب أن تتحول كل قراءتنا إلى هذا النوع.
أسماء الكتب والمقالات الواردة في الكتاب جميلة وتستحق القراءة، وأظن أن الكتاب يستحق الوقوف عنده أكثر من النظرة السطحية العامة التي رُوج لها.
هذا كتاب يدعوك من طرفٍ خفيّ للقراءة، لكنها القراءة الخاصة بك غير الخاضعة لمعايير السوق والمجتمع، وأن تتحلى بالجرأة والشجاعة أن تقول عن كتاب ما لم تقرأه.. نعم لم أفعل، ولا عيب في ذلك.
هناك لفتات كثيرة يمكن التوقف عندها لكني سأكتفي بهذا القدر.

تنويه: يمكنني أن أكتب هذه المراجعة دون أن أقرأ الكتاب، وستظنّ أنني قرأته/ لكني لا أٌقدر أن أغش نفسي :)
لقد قرأتُ الكتاب وكان ممتعاً.
وأنصحك بأن تقرأه بنفسك وتحكم.