A review by hellonada
الكوابح - نفسك كيف تضبطها؟ by محمد صالح المنجد

informative reflective fast-paced

4.25

أقسام الكوابح : 

⚪ القسم الأول: الكوابح المانعة من الشهوات:
1- الخوف من الله
إن الخوف من الله تعالى وخشيته يعصم صاحبه من الوقوع في الحرام ،
2- الصوم
إن الصيام يحفظ من الوقوع في فاحشة الزنا، ولذلك أرشد النبي " إلى هذا العلاج، فعن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي ، فقال : مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ »
وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال : ( الصَّيَامُ جُنَّةٌ ) ، أي وقاية وستر.
فالصيام يقي النفس من انبعاث الشهوة وثورانها، ووقوعها في المحرمات لأن الأكل يقوي الشهوة.
3- الشهامة والرجولة
قد يترك الإنسان المعصية شهامة ورجولة وذلك عندما يتأمل ما فيها من خسة ودناءة، كما قال الشاعر :
ما إن دعاني الهوى لفاحشة 
فلا على فاحش مددت يدي
إلا نهاني الحياء والكرم 
ولا مشت بي لريبة قدم 
وقد ينظر إلى الفعل المشين ، وإلى عاقبته وما يؤول إليه في الدنيا، فيخاف على نفسه أن يصيبه، فيرتدع.
تقول له نفسه: إن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان. ويسمع الناس يقولون: الزنا يورث الفقر، ويذهب بنور القلب، ويكسو صاحبه سواد الوجه، ويوجب المقت بين الناس، وليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه وأصعبها.
4- الخوف من الأمراض
قد يترك كثير من الناس المعصية، والوقوع في الفاحشة خوفاً من الوقوع في المرض، ولعل الكثير ممن يتركون الزنا في البلاد الغربية إنما يتركونه لهذا الدافع .
5- الخوف من الفضيحة
الأصل في المؤمن أنه يترك المعاصي خوفاً من عقاب الله عز وجل ولكن مع ذلك فقد تحدثه نفسه بالمعاصي وقد يضعف مع الوقت وهنا يكون الخوف من الفضيحة رادعاً له عن ارتكاب الرذائل.
6- تأمل أضرار المعاصي
فمعرفة ما في الحرام من المفاسد والآلام تضع أمام الإنسان مانعاً قوياً له عن الحرام، ويكفيه في ذلك أن يتأمل فيما حدث لغيره، وما حصل للأقوام السابقة من المفاسد والمصائب
فَتَأَملُ ما في الذنوب من الآلام والمصائب ؛ يقود إلى التقوى ولو كان فيها لذة عاجلة.
تَفْنى اللذاذَةُ مِّمَّن نَالَ صَفْوَتَها
مِنَ الْحَرامِ وَيَبْقَى الإثم والعار
تبقي عواقب سوء في مَغَبَّتِها
لا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِن بَعدِها النارُ 
⚪ القسم الثاني: الكوابح المانعة من الشبهات
1- مغالبة الهوى ومدافعة الخطرات
لا بد للإنسان أن يتعلم كيف يغالب هواه ابتداء من معالجة الخواطر، فإذا جاءت الخاطرة بالمعصية أو بالشر طردها، فمبدأ الأفعال إنما هو من الخواطر.
2- الانتهاء عن الاسترسال
ورود الخاطر لا يضر وإنما الذي يضر استدعاؤه ومحادثته فالخاطر كالمار على الطريق فإن لم تستدعه وتتركه مَرَّ وانصرف عنك وإن استدعيته سحرك بحديثه وخدعه وغروره.
قال ابن القيم رحمه الله : ( وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن، ولا تبقى معطلة أبداً فإن وضع فيها حب طحنته، وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته، فالأفكار التي تجول في النفس بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى، فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه.
فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده، وإن قبلته صار فكرا جوالا، ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار.
3- ترك مجالسة أهل البدع
عن أبي قلابة رحمه الله أنه كان يقول : ( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا أمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون ).
4- عدم الفتيا بغير علم
قال ابن القيم رحمه الله : (قد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾الأعراف
-محمد صالح المنجد-